جعفر الصادق ، وهي خمسمائة رسالة .
قال : وحكى كشاجم في كتاب المصايد والمطارد : أنّ جعفراً المذكور سأل أبا حنيفة ، فقال له : «ما تقول في مُحرمٍ كسر رباعيّة ظبي ؟» فقال : يابن رسول اللّه ما أعلم ما فيه ، فقال له : «أنت تتداهى ولا تعلم أنّ الظبي لا يكون له رباعيّة ، وهو ثنيّ أبداً»(١) انتهى .
أقول : اطّلاع أئمّتنا عليهمالسلام على جميع العلوم معلوم ، ومن هذا يظهر أنّ بعض الرسائل الدائرة عند بعض الناس التي منها ما يسمّونه الجفر ، واستخرج جمع منه أشياء حتّى الغائبات وما يكون فيما بعد ، نحو ما نسبوه إلى مُحيي الدين العربيّ(٢) والسيّد نعمة اللّه الكرمانيّ ، وغيرهما ، أكثرها من تلك الرسائل التي اكتسبها ذلك الرجل من الصادق عليهالسلام ، ولكن من جهة
____________________
من مشاهير أصحابنا القدماء ، كان عالماً بالفنون الغريبة ، وله مؤلّفات أخذها من الصادق عليهالسلام ، واختلف الناس في أمره ، وزعم قوم من الفلاسفة أنّه كان منهم ، وزعم أهل صناعة الذهب والفضّة أنّ الرئاسة انتهت إليه في عصره ، له كتب كثيرة .
انظر : الفهرست لابن النديم : ٤٢٠ ـ ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ٤ : ٣٢٨ / ٢٠١٧ .
(١) وفيات الأعيان ١ : ٣٢٧ / ١٣١ .
(٢) هو محمّد بن عليّ بن محمّد الحاتمي الطائي الأندلسي المكّي ، يكنّى أبا بكر ، ويُلقّب بمحيي الدين ، المعروف بابن العربي ، كان من أعلام الصوفيّة ومن أكابرهم ، له كتب منها : الفتوحات المكيّة ، وروح القدس ، وفصوص الحكم ، وغيرها .
ولد سنة ٥٦٠هـ ، ومات سنة ٦٣٨ هـ .
انظر : روضات الجنّات ٨ : ٥١ / ٦٨٥ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٣٦ ، الوافي بالوفيات ٤ : ١٧٣ / ١٧١٣ ، سير أعلام النبلاء ٢٣ : ٤٨ / ٣٤ ، مرآة الجنان ٤ :٧٩ .