ابن بابويه ، والشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد(١) الحلّي قدّس اللّه أرواحهم(٢) .
أقول : الوجه في المشايخ الثلاثة أصحاب الكتب الأربعة معلوم واضح ، وفي السيّد كأنّه لامتياز كتابه الشافي في الإمامة عن سائر كتب المتكلّمين انتفاعاً واشتهاراً وتحقيقاً وتنقيحاً ، بل أكثر كلامه فيه بإلهامٍ من اللّه تعالى عزّ وجلّ ، وفي المحقّق فلعلّه لأجل امتياز كتبه في الفقه عن سائر كتب فقهائنا ما بعد الشيخ ؛ لعدم اعتماده على ما لم يكن مستفاداً من كلام الأئمّة عليهمالسلام .
ثمّ إنّ المنقولات المعتبرة في رؤية صاحب الأمر سوى ما ذكرناه كثيرة جدّاً ، حتّى في هذه الأزمنة القريبة ، فقد سمعت أنا من ثقات أنّ مولانا أحمد الأردبيلي رآه في جامع الكوفة ، وسأل منه مسائل(٣) ، وأنّ مولانا محمّد تقيّ والد شيخنا رآه في الجامع العتيق بإصفهان(٤) ، وأنّ الشيخ محمّد بن عيسى العالم الثقة البحرانيّ رآه في البحرين ، وأراه معجزة صريحة نجى بها أهل البحرين من القتل(٥) ، يطول ذكرها ، وأمثال ذلك
____________________
(١) في النسخ : «جعفر بن إسماعيل» ، وما أثبتناه من المصدر ، وهو جعفر بن الحسن ابن أبي زكريا يحيى بن الحسن بن سعيد الهذليّ الحلّي المعروف بالمحقّق الحلّي ، يكنّى أبا القاسم ، حاله في الفضل والعلم والقدر والثقة والجلالة والفضائل والمحاسن أشهر من أن يُذكر ، له كتب ، منها : شرائع الإسلام ، والمعتبر ، والمعارج ، وغيرها .
توفّي سنة ٦٧٦ هـ .
انظر : رجال ابن داود : ٦٢ / ٣٠٤ ، وأمل الآمل ٢ : ٤٨ / ١٢٧ ، وأعيان الشيعة ٤ : ٨٩ .
(٢) بحار الأنوار ٥٢ : ١٥٩ ـ ١٧٤ ، إثبات الهُداة ٣ : ٧٠٧ / ١٥٩ ، وفيه صدر الحكاية .
(٣) بحار الأنوار ٥٢ : ١٧٤ ـ ١٧٥ .
(٤) بحار الأنوار ٥٣ : ٢٧٦ ، و١١٠ : ٤٣ .
(٥) بحار الأنوار ٥٢ : ١٧٨ .