ثمّ قال الشيخ : ثمّ إنّ السيّد أخبرني بأنّه تقدّم الأمر إليه من الإمام عليهالسلام بأن يأمرني بالرجوع إلى وطني ، ولا يمكن المخالفة لأنّك ذو عيال ، ولا يجوز لك التخلّف عنهم أكثر من هذا .
فقلت له : أما يمكن لي النظر إلى جماله عليهالسلام ، قال : لا ، ولكن اعلم أنّ كلَّ مؤمن مخلص يمكن أن يرى الإمام عليهالسلام ولا يعرفه ، حتّى أنت رأيته مرّتين :
مرّة : في طريق سُرّ من رأى ، حيث ذهب عنك أصحابك وبقيت بعدهم في الطريق ، حتّى وصلت إلى نهر لا ماء فيه ، فحضر عندك فارس على فرس شهباء ، وبيده رمح ، فقال لك : «لا تخف واذهب إلى أصحابك فإنّهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة» .
والمرّة الاُخرى : حين خرجتَ من الشام تريد مصراً ، فانقطعتَ عن القافلة ، وخفتَ خوفاً شديداً ، فعارضك فارس على فرس غرّاء محجّلة بيده رمح ، فقال لك : «سر إلى قرية على يمينك وكن عندهم الليلة ولا تتّق منهم فإنّهم مؤمنون مخلصون ، وهم أهل جبل عاملة».
قال الشيخ : فإذا أنا ذاكر كلتا الحكايتين ، فسألته هل يحجّ الإمام عليهالسلام ؟ فقال : نعم ، يحجّ في كلّ عام ويزور آباءه في المدينة والعراق ، وطوس ، الخبر ، إلى أن قال الشيخ : فأعطاني من دراهمهم خمسة وسكّتها : لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه محمّد بن الحسن قائم بأمر اللّه ، وهي محفوظة عندي للبركة . ثمّ حكى نقل رجوعه إلى البلاد تركنا ذكره .
ومن عجيب نقله أنّه قال : لم أر عندهم لعلماء الإماميّة ذكراً سوى السيّد المرتضى ، والشيخ الطوسيّ ، ومحمّد بن يعقوب الكلينيّ ، ومحمّد