ولحكمة بالغة من اللّه تعالى .
ثمّ إنّ السيّد أخرجني معه إلى بساتين خارج المدينة ، فبينا نسير من بستان إلى بستان ، إذ مرّ بنا رجل بهيّ الصورة ، فلمّا قرب منّا سلّم علينا وانصرف ، فسألت السيّد عنه ، فقال لي : تنظر إلى ذلك الجبل؟ قلت : نعم ، قال : في وسطه لمكان حسن ، وفيه قبّة شريفة ، وهذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبّة ، وأنا أمضي إليها في كلّ صباح جمعة ، وأزور الإمام عليهالسلام فيها وأُصلّي ركعتين ، وأجد هناك ورقةً مكتوبة فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة وغيرها ، فأعمل على مضمونها إلى جمعة أُخرى ، ثمّ أمرني أن أذهب إلى هناك وأزور الإمام عليهالسلام من القبّة ، فذهبت إليها ، فرآني ذلك الخادم فرحّب بي وقال لرفيقه : لا تنكره فإنّه جاء بإذن السيّد ، ففعلت ما أمرني به السيّد ورجعت إلى موضعي .
ثمّ قال عليّ بن فاضل : فأخذتُ من السيّد مسائلَ كثيرة ، وجمعتها في مجموعة عندي ، وحكى لي السيّد قصّة من جمع هذا القرآن الذي عند الناس من الذين تقدّموا على عليّ عليهالسلام ، وإسقاط كثير من القرآن الذي نزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأنّ تمامه كان محفوظاً عند عليّ عليهالسلام إلى أن وصل إلى صاحب الأمر فإذا خرج أظهره .
ثمّ نقل الشيخ المذكور حكايات إلى أن قال : قال السيّد : إنّ من جملة علامات ظهور الإمام عليهالسلام : ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلّهم : الصوت الأوّل : أزفة الآزفة ، والثاني : ألا لعنة اللّه على الظالمين لآل محمّد صلّى اللّه عليهم ، والثالث : بدن يظهر في فرق الشمس يقول : إنّ اللّه بعث صاحب الأمر محمّد بن الحسن المهديّ عليهالسلام ، فاسمعوا وأطيعوا ، فيخرج بين الركن والمقام في سنة وتر .