قال : «يظهر فجأةً وينادى باسمه ونسبه ، ويشتهر أمره عند كلّ أحد ، على أنّا أهل البيت قد قصصنا ذلك ودلّلنا عليه ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : إنّه سمّي جدّه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له لا اسماً ولا نسباً» .
ثمّ قال عليهالسلام : «فواللّه ليقتلنّ أهل الملل والأديان والاختلاف حتّى يكون الدين كلّه واحداً» إلى أن قال عليهالسلام : «ثمّ يظهر بمكّة فكأنّي أنظر إليه وقد دخل مكّة وعليه بردة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وعلى رأسه عمامة صفراء ، يسوق بين يديه أعنزاً(١) عجافاً حتّى يصل بها نحو البيت ، وليس ثَمّ أحد يعرفه ، فيأتي البيت وحده ، ويلج الكعبة وحده ، فإذا نامت العيون ، وغسق الليل ، نزل جبرئيل وميكائيل وصفوفٌ من الملائكة ، فيقول له جبرئيل : قل ، فإنّ قولك مقبول ، وأمرك جائز .
فيقف حينئذٍ بين الركن والمقام ، فيصرخ : يا معاشر نقبائي ، وأهل خاصّتي ، ومن ذخرهم اللّه لظهوري على وجه الأرض ، ائتوني طائعين ، فلا يمضي إلاّ كلمحة بصر حتّى يحضر عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدّة أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم بدر ، بقدرة اللّه عزّ وجلّ من بلاد متفّرقة في شرق الأرض وغربها ، وهم نقباء أصحابه ، فإذا أصبح أسند ظهره إلى البيت الحرام ويمدّ يده المباركة ، فتُرى بيضاء من غير سوء ، فيكون أوّل ما يبايعه جبرئيل وميكائيل ، ثمّ تبايعه الملائكة ، ثمّ نجباء الجنّ ، ثمّ النقباء .
فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح من عين الشمس : يا معشر الخلائق ، هذا مهديّ آل محمّد صلوات اللّه عليه ، ويسمّيه باسم جدّه
____________________
(١) في «م» : «عجلاً» بدل : «أعنزاً» وكلاهما لم يرد في «س» و«ن» ، وما أثبتناه من المصدر .