جعفر الهاشميّ يقول : وُلدت فاطمة عليهاالسلام سنة إحدى وأربعين من مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله .
ثمّ ذكر الخلاف في وفاتها ، فذكر عن محمّد بن عليّ : ستّة أشهر ، وعن ابن شهاب أنّه قال : ستّة أيضاً في موضع ، وفي موضع آخر : ثلاثة ، وعن عمرو بن دينار : ثمانية أشهر ، وعن ابن بريدة(١) : سبعين يوماً .
ثمّ قال بعد ذكر بعض مناقبها : إنّها أوّل من غُشّي نعشها من النساء في الإسلام ، وماتت وهي أوّل أهل النبي لحوقاً به ، وصلّى عليها عليّ [عليهالسلام] ، وهو الذي غسّلها مع أسماء بنت عميس ، وكانت أشارت على عليّ عليهالسلام أن يدفنها ليلاً .
ثمّ قال : وقيل : صلّى عليها العبّاس . وقال : وقيل : توفّيت بعد أبيها بخمس وسبعين ليلة . وقيل : بستّة أشهر إلاّ ليلتين ، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلت من شهر رمضان(٢) . انتهى .
أقول : بعض ما نقله هؤلاء خلاف ما يظهر من أخبار أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، بل خلاف ما رواه بعضٌ من هؤلاء أيضاً ؛ لأنّ الذي يظهر منها أنّ ولادتها كانت بعد النبوّة ، وأنّها توفّيت بعد أبيها بخمسة وسبعين يوماً ، ولها ثمان عشرة سنة ، إذ قد روى جماعة بأسانيد ، منهم : محمّد بن يعقوب الكلينيّ ، عن الباقر عليهالسلام أنّه قال : «وُلدت فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله بعد
____________________
(١) هو عبد اللّه بن بريدة بن الحُصيب الأسلميّ ، يكنّى أبا سهل ، قاضي مرو ، أخو سليمان بن بُريدة ، روى عن أنس بن مالك ، وأبيه ، وبُشير بن كعب العدويّ وغيرهم ، وروى عنه : خلق كثير .
مات سنة ١١٥ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٧ : ٢٢١ ، تهذيب الكمال ١٤ : ٣٢٨ / ٣١٧٩ ، والجرح والتعديل ٥ : ١٣ / ٦١ .
(٢) الاستيعاب ٤ : ١٨٩٣ / ٤٠٥٧ .