بين سائر النساء حتّى أمثالها ، وهي ليست مخفيّة على من لاحظ خصوصيّات جميع أحوالها ، وكفى ما ذكرناه هاهنا لصاحب البصيرة ، ولا بأس إن أشرنا إلى بعض منها .
فمنها ـ وهو الأصل والعمدة ـ : ما أشار إليه الحسين بن روح من كمال الإخلاص واليقين وصفاء النيّة ، كما ينادي بذلك ما سيأتي من خصالها وأفعالها حتّى المعجزات والكرامات الصادرة منها ، وكفى في هذا ما سيأتي في فصل الآيات من سورة «هل أتى» وآيتي «المباهلة والتطهير» ، وما كان من كمال تعظيم النبيّ صلىاللهعليهوآله لها وتخصيصها بأشياء لا يحتاج إلى البيان ؛ ضرورة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أجلّ شأناً من أن يفعل ذلك كلّه لغير وجه اللّه ، فافهم.
ومنها : ـ وهو العمدة والأصل أيضاً ـ : أنّها [ عليهاالسلام ] مع الحالة الأُولى كانت في غاية الصلاح والسداد والورع والتقوى ، وفي نهاية الوفاء والصدق والعفاف والزهد والعبادة ، والبذل في سبيل اللّه ، والصبر على الجهد والبلاء ، بحيث فاقت بذلك أهل زمانها ، كما سيظهر ممّا سيأتي في أحوالها سوى ما مرّ .
وكفى في هذا استعانة النبيّ صلىاللهعليهوآله بها في الدعاء يوم المباهلة وغيره ، وعدم نقل أحد منها سوى الخير وموافقة رضا اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله شيئاً أصلاً ، فضلاً عن الخطأ والذنب ، ومع هذا كلّه كانت ذات علم غزير ، ومعرفة تامّة ، وذكاء قويم ، وفهم مستقيم ، كما مرّ ما يدلّ عليه صريحاً ويأتي غيره أيضاً .
وكفى في هذا ما مرّ من رواية عائشة عنها(١) بدون العكس ، مع كون
____________________
(١) انظر : ص ٢٦٢ و٢٧٢ ـ ٢٧٣ .