فعلّمها التسبيح المشهور(١) .
وفي رواية أبي بكر الشيرازي : أنها لمّا ذكرت حالها ، وسألت الجارية بكى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : «يا فاطمة ، والذي بعثني بالحقّ ، إنّ في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب ، ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت ، إنّي لا أُريد أن ينفكّ أجركِ إلى الجارية ، وأخاف أن يخصمكِ عليّ عليهالسلام يوم القيامة إذا طلب حقّه منكِ» ، ثمّ علّمها التسبيح ، ففرحت فاطمة عليهاالسلام وقالت : «رضيت عن اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله » ، فقال لها عليّ عليهالسلام : «أردتِ من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله الدنيا ، فأعطانا اللّه ثواب الآخرة»(٢) .
وفي رواية أبي هريرة : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا خرج من عند فاطمة أنزل اللّه عليه : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَّبِّكَ تَرْجُوهَا) يعني : عن قرابتك وابنتك فاطمة . (ابتغاء) يعني : طلب رحمة من ربّك ، يعني : رزقاً من ربّك ترجوها (فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً)(٣) يعني : قولاً حسناً ، قال : فلمّا نزلت هذه الآية أنفذ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله جاريةً إليها للخدمة وسمّاها فضّةً(٤) .
وروى أحمد في مسنده ، وابن شاهين في مناقبه ، بإسنادهما عن أبي هريرة ، وثوبان ، وروى غيرهما عن الباقر عليهالسلام أيضاً ، قالوا : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها ، فأعطاها عليّ عليهالسلام شيئاً من
____________________
(١) علل الشرائع : ٣٦٦ / ١ (باب ٨٨) ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٨٩ ، ذخائر العقبى : ٩٦ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٨٥ / ٨ ، صحيح البخاري ٥ : ٢٤ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٠٩١ / ٢٧٢٧ ، سنن أبي داود ٤ : ٣١٥ / ٥٠٦٢ .
(٢) عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٣٩٠ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٨٥ / ٨ ، بتفاوت فيهما .
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٢٨ .
(٤) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٩٠ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٨٥ / ٨ .