الغنيمة وسافر النبيّ صلىاللهعليهوآله فجعلت ستراً من كساء خيبريّة لقدوم أبيها وزوجها وعلّقته على بابها ، وأخذت سوارين من فضّة لها ـ وفي رواية : للحسنين عليهماالسلام ، وفي رواية : أنّها أخذت قلادة وقرطين لها ـ فلمّا قدم النبيّ صلىاللهعليهوآله ودخل عليها رآى ذلك فرجع ، وقد عرف الغضب في وجهه ، حتّى جلس عند المنبر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ـ وفي رواية : والسوارين ـ وفي الاُخرى ، ونزعت الستر فبعثت بذلك إلى أبيها ، وفي أكثر الروايات أنّها بعثت ذلك بيد الحسن والحسين عليهماالسلام إليه ، وقالت : «اجعل هذا في سبيل اللّه» ، فلمّا أتياه بذلك قبلهما ، وقال صلىاللهعليهوآله : «قد فعلت فداها أبوها ـ ثلاث مرّات ـ ما لآل محمّد وللدنيا ، فإنّهم خُلقوا للآخرة وما خُلقت الدنيا لهم» ، ثمّ قسّم ذلك بين أهل الصفّة وغيرهم ، وقام ودخل على فاطمة ودعا لها فاسترت بذلك . وفي رواية أحمد : أنّه صلىاللهعليهوآله أمر ثوبان أن يشتري لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج للولدين ، وقال : «فإنّ هؤلاء أهل بيتي ولا أُحبّ أن يأكلوا طيّباتهم في الحياة الدنيا»(١) .
وروى أبو صالح المؤذّن في أربعينه بإسناده عن عليّ عليهالسلام ، قال : «إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دخل على ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة فأعرض عنها ، فقطعتها فرمت بها ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أنت منّي يا فاطمة ، ثمّ جاءها سائل (فناولته القلادة)(٢)»(٣) .
وفي رواية أهل البيت عليهمالسلام : «أنّها كانت من ذهب كان اشتراها لها
____________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٠٥ / ٣٤٨ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٩١ ، مكارم الأخلاق للطبرسي ١ : ٢١٢ / ٦٣٢ ، ذخائر العقبى : ١٠٠ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٢٠ / ٧ ، و٨٣ / ٦ ، و٨٦ / ٨ ، و٨٩ / ١٠ ، مسند أحمد بن حنبل ٦ : ٣٧٠ / ٢١٨٥٨ .
(٢) بدل ما بين القوسين في «م» : «فدفعتها إليه» .
(٣) نقله عنه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٣٩١ ، بحار الأنوار ٤٣ : ٨٦ / ٨ .