وروي في المناقب وغيره أيضاً عن عمّار بن ياسر : أنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا اشتدّ مرضها جاء إليها العبّاس فرآها ثقيلة ، فرجع إلى داره ، وأرسل إلى عليّ عليهالسلام يقول له : إذا كان من أمرها ما لابدّ منه فأجمع المهاجرين والأنصار حتّى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها وفي ذلك جمال للدين ، فأرسل إليه عليّ عليهالسلام وأنا حاضر : «قد علمت إشفاقك ومشورتك يا عمّ ، ولكنّ فاطمة عليهاالسلام لم تزل مظلومة ، ومن حقّها ممنوعة ، وعن ميراثها مدفوعة ، وأنّها أوصتني بستر أمرها ، فأسألك أن تسمح لي بترك ما أشرت به» ، فقبل العبّاس كلامه ودفنوها ليلاً(١) .
وفي تاريخ أبي بكر(٢) ، وغيره ، عن جماعة منهم : سفيان بن عيينة عن الزهري ، وغيره : أنّ فاطمة عليهاالسلام دفنت ليلاً وغيّبوا قبرها(٣) .
وفي تاريخ الطبري : أنّ فاطمة عليهاالسلام دفنت ليلاً ، ولم يحضرها إلاّ العبّاس ، وعليّ عليهالسلام ، والمقداد ، والزبير(٤) .
____________________
(١) لم نعثر عليه في المناقب الأمالي للطوسي : ١٥٥ / ٢٥٨ ، بحار الأنوار ٤٣: ٢٠٩ / ٣٨ .
(٢) هو أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة ، يكنّى أبا بكر ، تلميذ محمّد بن جرير الطبري ، ولِيَ قضاء الكوفة ، حدّث عن محمّد بن الجهم السمري ، ومحمّد بن سعد العوفي ، والحسن بن سلاّم السواق ، وآخرين ، وحدّث عنه الدارقطني ، والحاكم ، ويحيى بن إبراهيم ، وآخرون ، وله كتب منها : غريب القرآن ، والتاريخ ، والقراءات ، وغيرها .
مات سنة ٣٥٠ هـ .
انظر : الفهرست لابن النديم : ٣٥ ، تاريخ بغداد ٤ : ٣٥٧ / ٢٢٠٩ ، معجم الأُدباء ٤ : ١٠٢ / ١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٥ : ٥٤٤ / ٣٢٣ ، إنباه الرواة ١ : ١٣٢ / ٤٧ .
(٣) عنه السيّد المرتضى في الشافي ٤ : ١١٤ ، وابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤١٢ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢٨٠ .
(٤) لم نعثر عليه في تاريخ الطبري ، وعنه السيّد المرتضى في الشافي ٤ : ١١٤ ،