بوصول أذيّة شديدة ، وإهانة زائدة إليها وإن لم نقطع بتحقّق ما اشتمل عليه بعضها .
هذا كلّه بالنظر إلى ملاحظة ما هو بيان الواقع وحقّ المقال المستفاد على سبيل القطع من منقولات المخالفين ، وإلاّ فثبوت أذيّة الرجلين لفاطمة عليهاالسلام غاية الأذى يوم مطالبة عليّ عليهالسلام بالبيعة حتّى الهجوم على بيتها ودخوله بغير إذن ، بل ضربها وجمع الحطب لإحراقه ، وكذا أذيّتها في أخذ فدك منها ومنع إرثها وقطع الخُمس ونحو ذلك ، ووقوع المنازعة بينها وبين من آذاها ، وتحقّق غضبها وسخطها على من عاندها إلى أن ماتت على ذلك فممّا لاشكّ فيه عندنا معشر الإماميّة بحسب ما ثبت وتواتر من أخبار ذرّيّتها الأئمّة الأطهار عليهمالسلام والصحابة الأخيار ، كما هو مسطور في كتبهم ، بل باعتراف جماعة من غيرهم أيضاً ، كما سيأتي بعض ذلك سوى ما مرّ من أخبار مخالفيهم .
وأمّا المخالفون فأمرهم عجيب غريب في هذا الباب ؛ لأنّ عامّة قدماء محدّثيهم سطروا في كتبهم جميعَ ما نقلناه عنهم وأكثر ، وأصرحها بل أكثرها موجودة في كتبهم المعتبرة ، بل صحاحهم المعتمدة عندهم لاسيّما الصحيحين اللذين هما عندهم تاليا تلو كتاب اللّه في الاعتماد ، كما صرّحوا به وقد عرفت(١) ما فيها من الدلالة صريحاً ، حتّى على صريح طردها ومنعها عن ميراثها وفدكها وخمسها ، ودوام سخطها لذلك إلى موتها مع موافقة مضمونها لما هو معلوم بيّن من دفنها سرّاً وإخفاء قبرها ؛ بحيث إنّهم إلى الآن مختلفين في موضعه ، ولما هو متّفق عليه عند ذرّيّتها وغيرهم
____________________
(١) انظر : ص ٣٢٠ وما بعده .