كلثوم ، وأدخلهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بيتهم ووضع عليهم قطيفة واستودعهم اللّه ثمّ خرج»(١) .
ثمّ إنّ الصادق عليهالسلام ذكر قصّة(٢) أذيّة الرجلين فاطمة عليهاالسلام إلى أن ماتت ساخطة عليهما ، بحيث يظهر منه أنّ إحضار النبيّ صلىاللهعليهوآله إيّاهما تلك الليلة كان لأجل إفهامهما جلالة فاطمة عليهاالسلام عنده ، وأنّ أذاها أذاه مطلقاً ، وأنّ عليّاً عليهالسلام كان بريئاً ممّا افتروا عليه .
ويؤيّده ما رواه البخاري وغيره بأسانيد : من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سمّى عليّاً أبا تراب ، حيث إنّه وقع بين عليّ وفاطمة عليهماالسلام شيء فتألّم عليّ عليهالسلام فخرج ونام في المسجد على تراب عند باب حجرته ، فأتى النبيّ صلىاللهعليهوآله فأقعده ، وقال له : «قم يا أبا تراب» فأدخله البيت وأصلح بينهما(٣) .
ولكنّ العدوّ يغيّر ويحرّف هذا ، مع أنّ خبر المِسور أيضاً لا يدلّ على إرادة عليّ عليهالسلام ذلك ، بل ولا على اطّلاعه ، حتّى أنّه من البيّن الواضح أنّ حلم النبيّ صلىاللهعليهوآله ومحبّته مع عليّ عليهالسلام أزيد من أن يضطرب بمحض سماع الخبر ذلك الاضطراب الذي يدعوه إلى أن يقول ذلك الكلام الخشن على المنبر بدون منع عليّ عليهالسلام أوّلاً ، لاسيّما مع معرفته بأنّ عليّاً عليهالسلام لا يخالفه في شيء .
وكذا من البيّنات أنّه يستحيل من عليّ عليهالسلام ـ الذي كانت محبّته ونصرته للنبيّ صلىاللهعليهوآله ولفاطمة عليهاالسلام فوق الغاية والنّهاية ، كما هو صريح أخبار القوم أيضاً ـ أن يروم الزواج على فاطمة عليهاالسلام لاسيّما بنت أبي جهل ،
____________________
(١) علل الشرائع : ١٨٥ / ٢ باب ١٤٩ .
(٢) في «م» : «قضيّة» بدل «قصّة» .
(٣) انظر : صحيح البخاري ١ : ١٢٠ ، معرفة علوم الحديث : ٢١١ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ : ٤٤٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ١٧ ، و١٨ .