«وعمدتَ إلى ما أنزل اللّه من السماء فدفعته عنّا»(١) ، تشير إلى قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)(٢) .
وعلى هذا فلا شكّ في أنّ أبا بكر ترك في هذه القضيّة متابعة الكتاب والعترة جميعاً .
أمّا العترة : فظاهر ، لا سيّما بعد عدم قبوله ما ذكر له عليّ عليهالسلام أنّه حكم اللّه في المسألة ، كما مرّ في بعض الروايات صريحاً ، فضلاً عن عدم قبول شهادته أيضاً الذي هو عين تكذيب اللّه تعالى في شهادته له ، بل لها أيضاً بالتطهير ، وهو كفر صريح .
وأمّا تركه متابعة الكتاب فمن وجوه :
أحدها : ما أشرنا إليه آنفاً ، فإنّ آية التطهير(٣) ، وقوله تعالى : (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(٤) وأمثالهما من الآيات الآتية في الفصل التاسع صريحة في وجوب تصديق عليّ عليهالسلام ، ولم يتّبع أبو بكر شيئاً منها .
وثانيها : أنّ اللّه تعالى أمر في صريح القرآن بقبول شهادة رجلٍ وامرأتين إذا عُرفوا بالخير والصلاح من غير استثناء الزوج ونحوه ، ومع هذا لم يجر سُنّة أيضاً من النبيّ صلىاللهعليهوآله في عدم سماع شهادة الزوج ، فردّ أبي بكر شهادة مثل عليّ عليهالسلام ؛ بعلّة كونه زوجاً خلاف مفاد الكتاب والسُّنّة .
وثالثها : أنّ قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)(٥) ـ كما دلّت عليه الروايات ـ كالصريح في صدق دعوى فاطمة عليهاالسلام ، وكذا شهادة
____________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢٣٢ .
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦ .
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣ .
(٤) سورة التوبة ٩ : ١١٩ .
(٥) سورة الإسراء ١٧ : ٢٦ .