وبالجملة : كلّ شقيّ واضح الشقاوة عظيم الفساد فهو مرجوّ النجاة عندهم حتّى قاتل عليّ عليهالسلام ، ويزيد بن معاوية على ما صرّح به بعضهم بأدنى شبهة يوهم ذلك ، بل ربّما يجعلونه من الأخيار لاسيّما إذا كان له ربط بأحد خلفائهم ومدخل له في أشوارهم أو له تنفّر عن عترة نبيّهم .
وكفى في هذا حكمهم بتفضيل عائشة من بين الأزواج حتّى على خديجة ، مع تلك الجلالة المعلومة ، بل فضّلوها على فاطمة بضعة الرسول صلىاللهعليهوآله وسيّدة النساء(١) .
نعم ، إذا كان الشخص من شجرة النبوّة ، أو من أعوان العترة سيّما إذا كان قريباً من عليّ عليهالسلام فإنّ الأمر فيه عندهم بالعكس .
وكفى في هذا ما نبيّنه هاهنا ، حتّى أنّهم غيّروا صلاة الحَبْوة(٢) عن جعفر إلى العبّاس(٣).
وسيأتي في المقصد الثاني بيان تفصيل جميع هذه الأحوال وتوضيح
____________________
(١) انظر : الاستيعاب ٤ : ١٨٨٣ .
(٢) صلاة الحَبْوَة : هي صلاة جعفر بن أبي طالب رضي اللّه عنهما ، المشهورةُ بين الفريقين ، سُمّيت بذلك لأنّها حِباءٌ من الرسول صلىاللهعليهوآله ومنحةٌ منه ، وعطيّة من اللّه ، تفضّل بها على جعفر رضىاللهعنه . انظر : مجمع البحرين ١ : ٩٥ .
(٣) سنن أبي داوُد ٢ : ٢٩ / ١٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ : ٤٤٣ / ١٣٨٧ ، المستدرك للحاكم ١ : ٣١٨ ، السنن الكبرى ٣ : ٥١ ، كنز العمال ٧ : ٨١٨ / ٢١٥٤٦ ، الموضوعات لابن الجوزي ٢ : ١٤٣ ـ ١٤٦ ، وفيها : هذه الصلاة ـ معروفة عندهم بصلاة التسيبح ـ نسبت للعباس بن عبد المطّلب ، ولجعفر بن أبي طالب أيضاً ، كما في سنن البيهقي ٣ : ٥٢ ، والموضوعات ٢ : ١٤٦ . وعندنا منسوبة لجعفر بن أبي طالب كما في من لا يحضره الفقيه ١ : ٥٥٢ / ١٥٣٣ ، ومصباح المتهجد : ٣٠٤ ، والكافي ٣ : ٤٦٥ / ١ ، وتهذيب الأحكام ٣ : ١٨٦ / ٤٢٠ ، وانظر : ذكرى الشيعة ٤ : ٢٤١ ـ ٢٤٣ ، بحار الأنوار ٩١ : ٢١٤ .