جعفر(١) ، قال : كنت عند أبي يوماً فسأله عليّ بن عمر بن عليّ(٢) ، فقال : جُعلتُ فداك ! إلى من نَفْزَعُ بعدك ؟ فقال : «إلى صاحب الثوبين الأصفرين والغديرتين ـ يعني الذؤابتين ـ وهو الطالع عليك من الباب ، يفتح البابين بيديه جميعاً» فما لبثنا أن طَلَعتْ علينا كفّان ، أخذت بالبابين ففتحهما ، ثمّ دخل علينا أبو إبراهيم عليهالسلام (٣) .
أقول: أمثال هذه الأخبار المنقولة من الفريقين ، الدالّة على كمال علمه وصلاحه ، وصفات كماله ومعجزاته ، والنصوص على إمامته وأمثال ذلك كثيرة جدّاً ، وقد مرّ نبذ منها في الفصول السابقة ، وتأتي نبذ منها في الفصول الآتية ، كفصل الوصيّة ، والحادي عشر ، ونحوهما ، حتّى في الختام ، مع أنّ ما لم نذكره أكثر ، ولهذا اكتفينا ها هنا بما ذكرناه؛ لكفايته لأُولي الأبصار ، فإنّ حاله عليهالسلام ظاهرة حتّى عند أعدائه ، واللّه الهادي .
____________________
(١) هو إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، المدنيّ، كان من أصحاب الصادق عليهالسلام ومن أهل الفضل والصلاح والورع والإجتهاد ، روى عنه الناس الحديث والآثار ، وكان ابن كاسب إذا حدّث عنه يقول : حدّثني الثقة الرّضِيُّ .
انظر : الإرشاد للمفيد ٢ : ٢١١ ، رجال الطوسيّ : ١٦١ / ١٨٢٣ ، تنقيح المقال ١ : ١١٣ / ٦٨٠ .
(٢) هو عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، المدنيّ ، من أصحاب الصادق عليهالسلام .
انظر : رجال الطوسيّ : ٢٤٤ / ٣٣٧٦ ، تنقيح المقال ٢ : ٣٠٠ / ٨٤١٥ .
(٣) الكافي ١ : ٢٤٦ / ٥ (باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢١٩ ، إعلام الورى ٢ : ١٤ ، كشف الغمّة ٢ : ٢٢١ .