فقهاء الحجاز ، ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناسُ الفقه ، وهو الملقّب بالباقر ، لقّبه به رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ولم يُخلق بَعْدُ ، وبشّر به ، ووعد جابر بن عبد اللّه برؤيته ، وقال : «ستراه طفلاً ، فإذا رأيته فأبلغه عنّي السلام» ، فعاش جابر حتّى رآه ، وقال له ما وصّى به ، ثمّ قال : وكان ينهى الجاريةَ والغلام أن يقولا (للمسلمين إذا سألوا)(١) : ياسائل(٢) ، انتهى.
وقال اليافعي الشافعي : قال عبد اللّه بن عطاء : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند محمّد بن عليّ ، ولقد رأيت الحكم بن عيينة مع جلالته في القوم بين يديه ، كأنّه صبيّ بين يدي معلّمه(٣) .
وقال ابن خلّكان(٤) : كان الباقر عليهالسلام عالماً سيّداً كبيراً ، وإنّما قيل له : الباقر ؛ لأنّه تبقّر في العلم ، أي : توسّع ، التبقّر : التوسُّع(٥) .
وقال ابن حجر في صواعقه : وارث زين العابدين من أولاده علماً وعبادةً وزهادةً : أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ، سمّي بذلك ؛ من بقر الأرض ، أي : شقّها ، وأثار مخبيّاتها ومكامنها ، فكذلك هو أظهر من
____________________
(١) بدل ما بين القوسين في المصدر : للمسكين .
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥ : ٢٧٧ .
(٣) مرآة الجنان ١ : ١٩٤ ـ ١٩٥ ، مناقب آل آبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٢٢٠ ، كشف الغمّة ٢ : ١١٧ ، روضة الواعظين : ٢٠٣ ، حلية الأولياء ٣ : ١٨٦ ، الدرّ النظيم : ٦٠٧ .
(٤) هو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر ، يكنّى أبا العباس ، المعروف بابن خلّكان ، المؤرّخ الحجّة ، والأديب الماهر ، وولي قضاء الشام ثمّ عُزل بعد عشر سنين ، صنّف كتاب وفيات الأعيان .
توفّي سنة ٦٨١ هـ .
انظر : فوات الوفيات ١ : ١١٠ ، ومرآة الجنان ٤ : ١٤٥ ، والأعلام ١ : ٢٢٠ .
(٥) وفيات الأعيان ٤ : ١٧٤ / ٥٦٠ ، وانظر : المحكم والمحيط ٦ : ٣٩٥ ، كتاب العين ٥ : ١٥٨ ، لسان العرب ٤ : ٧٤ ، مادة ـ بقر ـ .