مخبيّات كنوز المعارف ، وحقائق الأحكام والحِكَم واللطائف ، ما لا يخفى إلاّ على منطمس البصيرة ، أو فاسد الطويّة والسريرة .
قال : ومن ثَمَّ قيل فيه : باقر العلم وجامعه ، وشاهر علمه ورافعه ، صفا قلبه وزكا علمه ، وطهرت نفسه ، وشرف خلقه ، وعمرت أوقاته بطاعة اللّه ، وله من الرسوخ(١) في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين ، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة .
قال : وكفاه شرفاً أنّ ابن المدائنيّ روى عن جابر أنّه قال له وهو صغير : رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يسلّم عليك ، فقيل له : وكيف ذلك؟ قال : كنت جالساً عنده والحسين في حجره وهو يداعبه ، فقال : «ياجابر ، يولد له ولد اسمه محمّد ، فإن أدركته ياجابر فاقرأه منّي(٢) السلام» .
قال : وتوفّي مسموماً كأبيه ، وهو علويّ من أبيه واُمّه(٣) ، انتهى .
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : قال محمّد بن عليّ الباقر : «إنّ الحقّ استصرخني وقد حواه الباطل في جوفه ، فتبقّرت عن خاصرته واطلعت الحقّ عن حجبه حتّى ظهر وانتشر بعد ما خفي واستتر»(٤) .
وقال الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام : محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ العلويّ ، أبو جعفر الباقر ، سيّد بني هاشم في زمانه ، روى عن أبيه ، وعن جدَّيه الحسن والحسين ، وعن جابر ، وعن جمع من الصحابة والأزواج .
____________________
(١) في المصدر : «الرسوم» بدل «الرسوخ» .
(٢) في «ن» و«م» : «عنّي» .
(٣) الصواعق المحرقة : ٣٠٤ .
(٤) ربيع الأبرار ٢ : ٦٠٣ .