يَدي الرضاعليهالسلامبخراسان فقال له قائل : يا سيّدي ، إن كان كَوْن فإلى مَن ؟ قال : «إلى أبي جعفرعليهالسلامابني» ـ فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفرعليهالسلامـ فقال له أبو الحسنعليهالسلام: «إنّ اللّه تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم عليهالسلام رسولاً نبيّاً ، صاحبَ شريعةٍ مبتدأةٍ في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفرعليهالسلام»(١) .
وقد روى نحوه جمع عن جماعة ، عن الرضا عليهالسلام ، منهم : عقبة بن جعفر ، ومنهم : إبراهيم بن أبي محمود الخراسانيّ ، ومنهم : عبد اللّه بن جعفر ، ومنهم : محمّد المحموديّ وغيرهم(٢) ، وفي بقيّة حديث يزيد بن سليط الزيديّ ـ الذي مرّ في أواخر أحوال الرضا عليهالسلام عن الكاظم عليهالسلام ـ أنّه قال : . . . «وستلقاه ـ يعني الرضا عليهالسلام ـ في هذا الموضع فبشّره أنّه سيولد له غلام ، أمين ، مأمون ، مبارك ، وسَيُعْلِمكَ أنّك قد لَقيتني ، فأخبره عند ذلك أنّ الجاريةَ التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهلِ بيت ماريةَ ، جاريةِ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، أُمّ إبراهيم ، فإن قدرتَ أن تبلّغها منّي السلام فافعل» .
قال يزيد : فكلّفني الرضا عليهالسلام بعد موسى عليهالسلام إلى العمرة معه فخرجنا حتّى انتهينا إلى الموضع الذي أخبرني موسى عليهالسلام فيه بما أخبر ، فابتدأني الرضا عليهالسلام ، فقال : «يا يزيد ، إنّ هذا الموضع كثيراً ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك» قلت : نعم ، ثمّ قصصت عليه الخبر ، فقال لي : أمّا الجارية فلم تجئ بعد ، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام ، فانطلقنا إلى مكّة فاشتراها في تلك السنة فلم تلبث إلاّ قليلاً حتّى حملت فولدت ذلك
____________________
(١) الكافي ١ : ٢٥٨ / ١٣ (باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليهالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢٧٩ ، إعلام الورى ٢ : ٩٤ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٥٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٣ / ١٥ .
(٢) إثبات الوصيّة : ١٨٦ ، كفاية الأثر : ٢٧٣ ـ ٢٧٥ ، دلائل الإمامة : ٣٨٨ / ٣٤٣ ، روضة الواعظين : ٢٣٧ .