وترتيل القراءة ، والوقف على مواضعه ،
______________________________________________________
أولويته ورجحانه كما لا يخفى.
احتج الموجبون بأنهم عليهمالسلام كانوا يداومون على الجهر بالبسملة على ما دلت عليه الأخبار ، ولو كان مسنونا لأخلّوا به في بعض الأحيان.
والجواب المنع من ذلك ، فإنهم عليهمالسلام يحافظون على المسنون كما يحافظون على الواجبات.
قوله : ( وترتيل القراءة ).
أجمع العلماء كافة على استحباب ترتيل القراءة في الصلاة وغيرها ، قال الله تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) (١) وقال الصادق عليهالسلام : « ينبغي للعبد إذا صلى أن يرتل قراءته » (٢).
والترتيل لغة : الترسّل ، والتبيين ، وحسن التأليف (٣). وفسره في الذكرى بأنه حفظ الوقوف وأداء الحروف (٤). وعرفه في المعتبر بأنه تبيين الحروف من غير مبالغة. قال : وربما كان واجبا إذا أريد به النطق بالحروف من مخارجها بحيث لا يدمج بعضها في بعض (٥). وهو حسن.
قوله : ( والوقوف على مواضعه ).
أي المواضع المقررة عند القراء ، فيقف على التام ثم الحسن ثم الجائز ، تحصيلا لفائدة الاستماع ، إذ به يسهل الفهم ويحسن النظم.
ولا يتعين الوقف في موضع ولا يقبح ، بل متى شاء وقف ومتى شاء وصل مع المحافظة على النظم. وما ذكره القرّاء واجبا أو قبيحا لا يعنون به معناه الشرعي كما صرح به محققوهم.
__________________
(١) المزمل : ٤.
(٢) التهذيب ٢ : ١٢٤ ـ ٤٧١ ، الوسائل ٢ : ٧٥٣ أبواب القراءة في الصلاة ب ١٨ ح ١.
(٣) الصحاح ٤ : ١٧٠٤ ، القاموس ٣ : ٣٩٢.
(٤) الذكرى : ١٩٢.
(٥) المعتبر ٢ : ١٨١.