لا إله إلا الله ، وهذا قبل أن يفرض سائر الفرائض وهو منسوخ.
وقد روى محمد بن الفضل ، عن أبيه ، عن المغيرة بن سعيد ، عن أبيه ، عن مقسم ، عن سعيد بن جبير قال : المرجئة يهود هذه الاُمّة. وقد نسخ احتجاجهم قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قال : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصوم شهر رمضان (١).
وله رحمهالله احتجاج ومناشدة مع المرجئة في كتابه فمن أراد فليرجع إليه (٢).
هل كان أبو حنيفة مرجئياً؟
إنّ المشهور بين أرباب الملل والنحل أنّ الامام أبا حنيفة كان مرجئيّاً ، وممن نقل ذلك ، الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتابه « مقالات الإسلاميين » فقال : « الفرقة التاسعة من المرجئة أبو حنيفة وأصحابه يزعمون أنّ الإيمان المعرفة بالله ، والإقرار بالله والمعرفة بالرّسول والإقرار بما جاء به من عند الله في الجملة دون التفصيل ».
ثمّ ينقل عن غسّان وأكثر أصحاب أبي حنيفة أنّهم ينقلون عن أسلافهم أنّ الايمان هو الاقرار والمحبّة لله والتعظيم له والهيبة منه ، وترك الاستخفاف بحقّه ، وأنّه يزيد ولا ينقص (٣).
والظّاهر هو الأوّل لتنصيصه في كتاب « العالم والمتعلّم » الذي أملاه وكتبه ت لاميذه على ذلك وإليك النصّ :
قال العالم رضياللهعنه : الايمان هو التصديق والمعرفة واليقين والاقرار والاسلام. والناس في التصديق على ثلاث منازل :
فمنهم : من يصدِّق بالله وبما جاء منه بقلبه ولسانه.
__________________
١ ـ الايضاح : ص ٢٠ ـ ٢١.
٢ ـ الايضاح : ص ٤٧ ـ ٦٦.
٣ ـ مقالات الاسلاميين : ص ١٣٢.