« لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من فلان وفلان ».
وكانت نسيبة قد طلبت من النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم احد بعد أن أشاد النبيّ صلىاللهعليهوآله بصلابتها ومواقفها أن يدعو لها بمرافقته في الجنة فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله داعيا لها ولأهل بيتها :
« بارك الله عليكم من أهل بيت رحمكم الله. اللهم اجعلهم رفقائي في الجنّة ».
وقال ابن أبي الحديد معلقا على عبارة رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لمقام نسبية اليوم خير من مقام فلان وفلان » قلت : ليت الراوي لم يكنّ هذا الكناية ، وكان يذكر من هما بأسمائهما حتى لا يترمى الظنون إلى امور مشتبهة ، ومن أمانة الحديث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا فما باله كتم اسم هذين الرجلين (١).
ولكننا نعتقد أن الرجلين هما من الشخصيات التي تسنمت مراكز القيادة العليا بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد أحجم الراوي عن التصريح بأسمائهما إما احتراما أو تقية وخوفا.
بقية واقعة « احد » :
لقد آلت تضحيات ثلة قليلة ومعدودة من رجال الاسلام المتفانين وبسالتهم الى الابقاء على حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله وحفظها من الخطر القطعي الحتمي.
ومن حسن الحظ أن أكثر أفراد العدوّ قد تصوروا يومئذ أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قد قتل ، ومضوا يفتشون عن جسده بين القتلى ، ودفعت الحملات التي كان يقوم بها أقلية من المشركين على رسول الله صلىاللهعليهوآله قد ردّت على
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج ١٤ ص ٢٦٥ ـ ٢٦٧ ، المغازي : ج ١ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٣٤.