منطقة الجرف لاستقبالهم.
ومع ان عمل القائد الجديد كان تكتيكا حكيما الاّ ان مثل هذا الصنيع حيث انه كان يتنافى مع ما حققه المسلمون من أمجاد مشرقة وتنافي مشاعرهم وبسالتهم الذاتية والاصيلة لذلك استقبلوهم بشعارات نابية وانتقادات جارحة والقوا بالتراب والحجارة في وجوه المقاتلين العائدين ، وقالوا : يا فرّار ، فررتم في سبيل الله؟
وقد كانت ردة فعل بعض المسلمين قويّة جدا الى درجة انه اضطر بعض الشخصيات التي شاركت في تلك المعركة إلى ان يقعد في بيته ، ولا يظهر في الملأ ، فكان الناس ـ إذا خرجوا ـ يشيرون إليهم بالاصابع ويقولون : ألا تقدمت مع أصحابك؟ (١).
ولقد كانت ردة فعل المسلمين تجاه عملية انسحاب جنود الاسلام الزكية ، كاشفة عن روح الشهامة والجهاد التي أوجدها الايمان بالله والايمان بيوم القيامة في نفوسهم بحيث صاروا يعدّون القتل والشهادة في سبيل الله ، أفضل من الانسحاب والتأخر.
حيث إن الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام قد اشتهر بين المسلمين بأسد الله ، لذلك أراد البعض أن ينحتوا تجاه هذا القائد قائدا آخر ، ويمنحونه لقب سيف الله ، ولم يكن ذلك إلاّ خالد بن الوليد من هنا قالوا ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لقب خالد بن الوليد بعد رجوعه من معركة « مؤتة » بسيف الله (٢)
ولو أن رسول الله صلىاللهعليهوآله منح مثل هذا اللقب لخالد في مناسبة
__________________
(١) المغازي : ج ٢ ص ٧٦٥.
(٢) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٨٢ ، السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٧٩.