ومصادرتها كما يفعل قطاع الطرق ، متجاهلين عمدا وكيدا الأهداف الإنسانية والالهية العليا لهذه المعارك والغزوات ، والحال أن مثل هذه الانضباطية والنظم والورع ممّا لا يمكن تصوره في قوم همهم الاغارة والنهب والسلب.
إن قائد شعب أو قوم هذا هو همهم وهذه هي همتهم لا يمكن أبدا أن يعتبر ردّ الامانة من واجبات الدين ومن علائم الايمان ، كما لا يمكنه أن يربي أتباعه وأصحابه بمثل هذا التربية الرفيعة ، بحيث يجعله يجتنب عن سرقة صغيرة جدا مثل غلّ شراكي نعلين لا قيمة لهما تذكر.
قبل أن يتوجّه رسول الله صلىاللهعليهوآله بالمسلمين الى « خيبر » بعث « عمرو بن أميّة » إلى البلاط الحبشي لغرض إيصال رسالته إلى ملك الحبشة النجاشيّ ، وليطلب منه أن يهيء المقدمات اللازمة لترحيل المسلمين المهاجرين من الحبشة الى المدينة.
فهيّأ النجاشي سفينتين لأولئك المهاجرين بعد أن جهزهم بجهاز حسن وامر لهم بكسوة ، فسارت بهم حتى وصلت إلى السواحل القريبة من المدينة.
ولما علم المسلمون بمسير رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى « خيبر » توجّهوا من فورهم الى « خيبر » فقدموا مع « جعفر بن أبي طالب » على رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم « خيبر » بعد أن افتتحت جميع حصون اليهود وقلاعهم.
فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله جعفر مشى في استقباله (١٢) خطوة ثم قبّل ما بين عينيه والتزمه وقال :
« ما أدري بأيّهما أنا اسرّ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ ».
وفي رواية اخرى قال صلىاللهعليهوآله :
« لا أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر ». ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لجعفر :