وما أن وقعت عينا القائد الفاتح على رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى ترجّل من فرسه فورا ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يربت على كتفه :
« اركب فانّ الله ورسوله عنك راضيان ».
وفي هذه اللحظة بالذات اغرورقت عينا « عليّ » عليهالسلام بالدموع استبشارا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله في شأن « عليّ » عليهالسلام قولته المعروفة :
« يا عليّ لو لا أنّي اشفق أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمرّ بملإ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك » (١).
ولقد بلغت تضحية « عليّ » عليهالسلام وبسالته ، وشجاعته في هذه الواقعة من الأهمية بحيث نزلت فيها سورة كاملة هي سورة العاديات التي يقول سبحانه فيها :
« بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ».
إن القسم بخيول الغزاة المغيرين صبحا ، والمشعلين بحوافرها شرارات الفتح والانتصار.
إنّ هذا القسم الحماسيّ الجميل لهو تكريم رائع لبطولات جنود الاسلام في هذه العملية الظافرة ، واكبار بروحهم القتالية العالية.
هذا ولقد اعترض بعض الملحدين ذات مرّة على هذا النوع من الأيمان
__________________
(١) الارشاد : ص ٨٤ ـ ٨٦.