هذا هو معنى قول النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآله :
« المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين ».
ولقد قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله عند ما أسّر المسلمون أبو عزّة الجمحي في طريق عودتهم من حمراء الاسد على نحو الصدفة ، وأراد النبيّ ضرب عنقه فاستقال رسول الله صلىاللهعليهوآله وطلب منه العفو وكان قد أسر ببدر قبل ذلك ، ثم منّ عليه النبيّ وأطلق سراحه مشترطا عليه أن يكفّ عن المؤامرة ضد النبيّ والمشاركة في قتاله ، ولكنه عاد الى مكة ، وشارك في قتال النبيّ مرة اخرى في احد.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لما طلب العفو ثانية :
« والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول : خدعت محمّدا مرتين ، إنّ المؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين ».
ثم أمر بضرب عنقه ، وضرب عنقه (١).
وأخيرا انتهت معركة احد وقد قدم المسلمون فيها سبعين ، أو اربعة وسبعين ، أو واحدا وثمانين شهيدا على روايات مختلفة ، بينما لم يتجاوز عدد قتلى قريش اثنين وعشرين.
وقد نشأت هذه النكسة المرّة بسبب تجاهل الرماة لتعليمات الرسول القائد على النحو الذي قرأت.
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ١٠٤ ، نلفت نظر القارئ الكريم الى أننا قد ذكرنا في الهوامش مصادر أهم الحوادث في معركة احد وفي إمكان القارئ الكريم لو أراد التوسع ان يراجع المصادر التالية التي اعتمد عليها المؤلف : وهي : الطبقات الكبرى لابن سعد : ج ٢ ص ٣٦ ـ ٤٩ ، المغازي : ج ١ ص ١٩٩ ـ ٣٤٠ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج ١٤ ص ١٤ ـ ٢١٨ وج ٥ ص ٦٠ ، وبحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٤ ـ ١٤٦ ، وامتاع الاسماع : ج ١ ص ١١٣ ـ ١٦٦ ، السيرة النبوية : ج ٢ ص ٦٠ ـ ١٦٨.