بالشجاعة والثبات.
يقول عليّ عليهالسلام :
« كنّا إذا احمرّ البأس اتّقينا برسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يكن أحد منّا أقرب إلى العدوّ منه » (١).
فهل يفكر مثل هذه الشخصيّة التي يصفها أول تلامذة مدرسته ، وأقرب صحابته إليه بمثل هذا الوصف ، في الفرار ، أو اتخاذ الاحتياطات اللازمة لذلك.
نحن نعتقد أن بناء العريش لم يكن إلاّ من باب إعداد غرفة للعمليّات ولمراقبة سير القتال من مكان مشرف على ساحة القتال ، لأن القيادة ما لم تكن مشرفة على ساحة القتال لا يمكنها أن تتصرف بواقعية واتقان ، ولا يمكنها أن تقود الجنود والحشود من منطلق الواقع القتالي والعسكري.
من هنا لم يكن الهدف من العريش ان صحّ أصل القصة هو الإعداد والتحسب للفرار وما شاكل ذلك.
في صبيحة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة ، ارتحلت قريش من وراء الكثيب وانحدرت إلى وادي بدر ، فلما رآها رسول الله صلىاللهعليهوآله قال :
« اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها ، وفخرها تحادّك وتكذّب رسولك.
اللهمّ فنصرك الّذي وعدتني به ، اللهمّ أحنهم (٢) الغداة ».
استقرت قوى قريش في منطقة من أرض بدر استعدادا للمواجهة ، وحيث
__________________
(١) نهج البلاغة لعبده : الكلمات القصار الكلمة ٢١٤ ، ويقول السيد الرضي رضياللهعنه : معنى ذلك أنه اذا عظم الخوف من العدوّ ، واشتد عضاض الحرب فرع المسلمون الى قتال رسول الله صلىاللهعليهوآله بنفسه فينزل الله عليهم النصر به ويؤمنون ممّا كانوا يخافونه بمكانه.
(٢) أي اهلكهم.