لم يكتف قيصر بالمعلومات التي حصلها من أبي سفيان حول رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله بل كتب إلى أحد علماء الروم وأساقفتهم يسألهم عن هذا الأمر.
فأجابه ذلك الاسقف : هذا النبي الذي كنا ننتظره ، بشرنا به عيسى بن مريم.
فعمد قيصر إلى خطة ليجسّ بها نبض قومه ، ويختبرهم ويعرف ما اذا كانوا يرضون باسلامه أولا ، فجمع عظماءهم في صومعة له بحمص فقال : يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد ، وان يثبت لكم ملككم وتتبعون ما قال عيسى بن مريم.
فقالت الروم : وما ذاك أيها الملك؟
قال : تتبعون هذا النبي العربي.
فثاروا في وجهه ، ورفعوا الصليب ، فلما رأى منهم ذلك يئس من اسلامهم وخافهم على نفسه وملكه ، فسكنهم ثم قال : إنما قلت لكم ما قلت اختبركم لأنظر كيف صلابتكم في دينكم ، فقد رأيت منكم الذي احبّ. فسكنوا ورضوا عنه.
ثم أمر باكرام دحية ، وكتب جوابا على رسالة النبي صلىاللهعليهوآله وأرسله مع دحية وارسل بهدية الى النبي صلىاللهعليهوآله (١).
يوم توجّه سفير رسول الله صلىاللهعليهوآله بكتابه إلى البلاط الإيراني
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٤٤ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٧٩.