صلىاللهعليهوآله على الحشود الكبيرة المتجمعة في ذلك اليوم عند بيت الله المعظم.
تلك المقاطع التي يعالج كل واحد منها مرضا اجتماعيا خاصا من أمراض المجتمع في ذلك العصر وحتى في عصرنا الحاضر.
كان التفاخر بالنسب والقبيلة والعشيرة من الامراض المستحكمة المتجذرة في البيئة العربية الجاهلية ، وكان من اكبر أمجاد المرء أن ينتسب إلى قبيلة معروفة ، ويتفرع نسبه عن عشيرة بارزة كقريش مثلا :
ولقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في خطابه المذكور لإبطال هذه السنّة الجاهلية المقيتة.
« أيّها الناس إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها.
ألا إنّكم من آدم ، وآدم من طين.
ألا إنّ خير عباد الله عبد اتّقاه ».
لقد عمد رسول الله صلىاللهعليهوآله في خطابه ـ لإفهام العالم البشري بأن ملاك الشخصية والتفوق انما هو ( التقوى ) والورع فقط ـ إلى تصنيف الناس الى صنفين لا ثالث لهما ، واعطى الفضيلة والمنزلة لأهل التقوى والورع خاصة.
وبهذا التصنيف الواقعي في ملاكاته أبطل جميع المعايير الخيالية والملاكات والمقاييس المصطنعة إذ قال :
« إنما الناس رجلان :
مؤمن تقي كريم على الله.
وفاجر شقيّ هين على الله ».
لقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعلم جيدا أن هذه الجماعة من