صلىاللهعليهوآله وسموا أنفسهم خلفاء النبي لا يمكن أن يبرّر أبدا.
ولقد أراد بعض علماء السنة أن يبرّروا هذا التخلف بطرق ووجوه مختلفة إلاّ أنهم عجزوا ـ رغم ذلك ـ أن يخرجوا عذرا مقبولا ودليلا مرضيا لأولئك المتخلفين عن جيش اسامة.
وللاطلاع على ما نحت لذلك من أعذار سقيمة راجع « المراجعات » (١). و « النص والاجتهاد » (٢).
كتب فريق من اصحاب السيرة ان رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج في الليلة التي توفي في صبيحتها مع أبي مويهبة خادمه إلى البقيع مع ما كان عليه من شدة الحمّى والوجع ليستغفر لأهل البقيع (٣).
ولكن المؤرخين الشيعة يرون أن النبي صلىاللهعليهوآله يوم أحس بالوجع اخذ بيد « عليّ » عليهالسلام وخرج معه إلى البقيع وخرج خلفه جماعة فقال لمن خرج معه :
« إنّي امرت أن استغفر لأهل البقيع ».
وعند ما جاء البقيع سلّم على أهل القبور هناك وقال :
« السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه ممّا أصبح الناس فيه اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا يتبع آخرها أوّلها ».
ثم استغفر ودعا لأهل البقيع طويلا ثم التفت إلى عليّ عليهالسلام وقال : يا عليّ إنّي خيّرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنّة فاخترت لقاء ربّي والجنّة. إن جبرئيل كان يعرض عليّ القرآن كلّ سنة مرّة وقد عرضه عليّ العام مرّتين ولا
__________________
(١) المراجعة ٩٠ و ٩١.
(٢) ص ١٥ ـ ١٦.
(٣) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٠٤.