وسبعين وفدا من تلك الوفود.
إن توافد هذه البعثات والوفود العجيب وخاصة في أعقاب إعلان البراءة يكشف عن أن مشركى العرب فقدوا في السنة العاشرة من الهجرة كل حصين يمنعهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والاّ لكانوا يلجئون إليه ، ويتظاهرون على رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ولم تنته المدة المضروبة ( اربعة أشهر ) بعد إلاّ ودخلت كل مناطق الحجاز وكل أقوامها تحت راية التوحيد ، ولم يبق في الحجاز بيت تعبد فيه للاصنام والاوثان ظاهرا حتى أن فريقا من سكان اليمن والبحرين واليمامة انتبهوا الى الاسلام فاقبلوا عليه واعتنقوه.
عرفت قادة بني عامر من بين القبائل العربية ـ يومئذ ـ بالشر والطغيان ، وقد اعتزم ثلاثة اشخاص منهم هم : « عامر » و « أربد » و « جبار » على أن يدخلوا المدينة راس وفد من بني عامر ، ويتظاهروا بالتفاوض مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم يغدروا به في المجلس ويغتالوه.
وكانت الخطة تقضى : بأن يتحدث « عامر » الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ويفاوضه ، وفيما هو يفعل ذلك يبادر « أربد » الى ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله بسيفه.
ولم يخبر بقية اعضاء الوفد بنوايا هؤلاء الثلاثة وخطتهم ، ولهذا أعلنوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله عن رغبتهم الصادقة في الاسلام ، ووفائهم لشخص النبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن « عامرا » احجم عن أي نوع من انواع