ولما عرف عتبة أنهم من رجال المدينة قال : ما لنا بكم من حاجة.
ثم نادى مناديهم : يا محمّد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« قم يا عبيدة بن الحارث وقم يا حمزة ، وقم يا عليّ ».
فقاموا ، وخرجوا للمبارزة ، ولما دنوا منهم ، سألهم عتبة عن أسمائهم فعرّف أبطال الاسلام أنفسهم وذكروا أسماءهم.
فقال رجال المشركين الثلاثة : نعم أكفاء كرام.
ويرى البعض أنه بارز كلّ من هؤلاء الثلاثة من كان على سنّه من الكفار فبارز عليّ عليهالسلام الوليد ( خال معاوية بن أبي سفيان ) وبارز حمزة ( وهو أوسطهم ) عتبة ( جدّ معاوية لامّه ) وبارز عبيدة ( وهو أسنّ الثلاثة ) شيبة وهو أسنّ الكفار الثلاثة.
غير أن ابن هشام يقول : بارز « حمزة » شيبة ، وبارز « عبيدة » عتبة ، وبارز « عليّ » الوليد بن عتبة (١).
وهذا يعني أن حمزة ( الاوسط في السن ) قاتل الاسنّ من الكفار.
إن ملاحظة أمرين توضح الحقيقة في هذا المجال :
الأوّل : إن المؤرخين كتبوا : أن عليا وحمزة قتلا خصميهما في الحال ، ثمّ ساعدا عبيدة على قتل خصمه (٢).
الثاني : إن الامام أمير المؤمنين عليهالسلام كتب في كتاب له الى معاوية :
« وعندي السيف الذي اعضضته بجدّك وخالك وأخيك في مقام
__________________
(١) راجع لمعرفة كلا الرأيين سنن البيهقي : ج ٣ ص ٢٧٦.
(٢) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ١٤٨ ، السيرة النبوية : ج ١ ص ٦٢٥ قال : وكرّ حمزة وعليّ بأسيافهما على عتبة.