ومن أغلق بابه فهو آمن.
ومن دخل المسجد فهو آمن.
ومن طرح السلاح فهو آمن » (١).
تقدّم جيش التوحيد العظيم نحو مكة ، حتى أصبح على مقربة منها.
وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله عازما على أن يفتح مكة من دون إراقة دماء ، وإزهاق أرواح ، وأن يسلّم العدوّ من دون أيّة شروط.
وكان من العوامل التي ساعدت على تحقيق هذه الغاية ـ مضافا إلى عامل التكتم والتستّر ومبدأ المباغتة ـ أنّ العباس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله توجّه إلى مكة كداعية صلح ووسيط سلام بين قريش والنبي صلىاللهعليهوآله فكان أن أتى بأبي سفيان الى معسكر الاسلام كما أسلفنا ، وبذلك توصّل إلى تحييد أبي سفيان ، ولم يكن في مقدور سادة قريش أن يتخذوا قرارا حاسما من دون أبي سفيان.
وعند ما خضع أبو سفيان أمام عظمة رسول الاسلام الفريدة وأظهر الاسلام ، رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يستفيد منه لإرعاب المشركين اكثر قدر ممكن ، فأمر العباس بأن يحبسه عند مضيق الجبل ليرى بام عينيه حشود المجاهدين من المسلمين ـ كما أسلفنا ـ في وضح النهار مع كامل عدّتهم واسلحتهم ، ونظامهم وقوتهم ، فيخبر قريشا بذلك ، فيزيدهم خوفا ورهبة ، فينصرفوا عن فكرة مقاومة الجيش الاسلامي عند دخوله الى مكة.
وفعل العباس ما أمره الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله فحبس أبا سفيان
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٤٠٠ و ٤٠٤ ، مجمع البيان : ج ١٠ ص ٥٥٤ ـ ٥٥٦ ، المغازي : ج ٢ ص ٨١٦ ـ ٨١٨ ، شرح نهج البلاغة الحديدي : ج ١٧ ص ٢٦٨.