وهذا يكشف عن احترام رسول الله صلىاللهعليهوآله للشرائع الاخرى.
في قبال كلّ هذه الألطاف لم تكف اليهود عن خيانتها وكيدها ، بل ظلّت تخطّط ـ في الخفاء ـ للايقاع برسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، والحاق الاذى بهم.
ولنقف فيما يأتي على نموذجين من هذا الأمر :
١ ـ لما اطمأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قرّرت جماعة من اليهود في الخفاء أن تقضي على رسول الله صلىاللهعليهوآله بدس سمّ إليه. فأهدت له « زينب بنت الحارث » زوجة « سلام بن مشكم اليهودي » شاة مشويّة وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقيل لها الذراع ، فاكثرت فيها من السمّ ، ثم سمت سائر الشاة ، ثم جاءت بها ، فلما وضعتها بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله . تناول الذراع ، فلاك منها مضغة فلم يسغها ، ومعه « بشر بن البراء بن معرور » قد أخذ منها كما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله فأما بشر فقد ابتلعها ، وأما رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد لفظها وعرف بأنها مسمومة ، ومات بشر من أكلته التي أكل ثم دعا زينبا ، وقال لها : سمّمت الذراع؟ فاعترفت. فقال لها : ما حملك على ذلك ، قالت : قتلت أبي وعمّي وزوجي ، ونلت من قومي ما نلت فقلت : إن كان ملكا استرحت منه ، وان كان نبيّا فسيخبر.
فعفا عنها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم يلاحق من تواطئوا معها (١).
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٧ و ٣٣٨ والمغازي : ج ٢ ص ٦٧٧ و ٦٧٨. وامتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٢٣. هذا والمعروف أن النبي صلىاللهعليهوآله قال في : مرضه الذي مات فيه : إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت بخيبر ، فإن النبيّ ، وان كان لفظ ـ