غرة ، وسهيل بن عمرو والعباس ، وأبو العاص بن الربيع ( صهر النبيّ ) (١).
ثم دفن شهداء بدر في جانب من أرض المعركة ، وقبورهم باقية إلى الآن.
ثم أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بأن يلقى بقتلى المشركين في البئر.
وبينما كان يسحب عتبة بن ربيعة الى البئر نظر رسول الله صلىاللهعليهوآله في وجه « أبي حذيفة » ابن عتبة فاذا هو كئيب ، قد تغيّر لونه فقال صلىاللهعليهوآله : يا أبا حذيفة لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟!
فقال : لا والله يا رسول الله ، ما شككت في ابي ولا في مصرعه ، ولكنني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الاسلام ، فلمّا رأيت ما أصابه وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الّذي كنت أرجو له ، أحزنني ذلك!!.
فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوآله بخير (٢).
إن هذه القصة لتكشف عن مدى حبّ المسلمين لدينهم ، ورغبتهم الصادقة في أن يهتدي إليه الناس كما تكشف أيضا عن أنهم كانوا يقدّمون المعيار الديني على المعيار العائلي إذا تعارضا.
لقد انتهت معركة بدر بانتصار عظيم في جانب المسلمين وهزيمة نكراء في جانب المشركين.
فقد غادر المشركون ساحة القتال هاربين صوب مكة مخلّفين وراءهم سبعين قتيلا من صناديدهم وساداتهم وفتيانهم الشجعان وسبعين أسيرا.
ولما أمر النبيّ بإلقاء قتلى المشركين في القليب (٣) وقف رسول الله صلىاللهعليهوآله عند القليب وأخذ يخاطب القتلى واحدا واحدا ويقول :
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ١ ص ٧٠٦ و ٧٠٨ ، المغازي : ج ١ ص ١٣٨ ـ ١٧٣.
(٢) السيرة النبوية : ج ١ ص ٦٤٠ و ٦٤١.
(٣) القليب : البئر.