منذ أن أجلي « بنو النضير » عن المدينة وسكنوا « خيبر » أحدثوا صندوقا لجمع الأموال لإدارة شئونهم العامة ، ولسد نفقات الحروب ، ولإعطاء دية كل من كان يقتل من بني النضير.
فبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله أن هذا الكنز وهذه الأموال قد أودعت عند « كنانة بن الربيع » زوج « صفية » ، فلما افتتح صلىاللهعليهوآله خيبر طلب الربيع وسأله عن كنز اليهود ، فأنكر ذلك فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بحبسه ، ثم عرف بعد التحقيق من اليهود ، بمكان ذلك الكنز ، وقد كان بخربة ، إذ قال له يهودي إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة أيام الحرب فأمر رسول الله بالخربة فحفرت فاخرج منها بعض ذلك الكنز ، فسأل رسول الله صلىاللهعليهوآله « كنانة » عما بقي فأبي أن يؤديه أو يخبر بموضعه ، فدفعه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى محمّد بن مسلمة فضرب عنقه قصاصا لأخيه الذي قتل في وقع خيبر « محمود بن مسلمة » والذي قتله اليهود بالقاء رحى من حجر من فوق حصونهم على رأسه ، وانما قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله كنانة بضرب عنقه ، لتواطئه ضدّ الاسلام ، وكتمانه مثل هذا الأمر ، وتأديبا لغيره من اليهود حتى يتورعوا عن حبك المؤامرات ضد رسول الاسلام وضدّ أصحابه ، وضدّ الحكومة الاسلامية ، وكان « كنانة » آخر من قتل من يهود خيبر (١).
بعد افتتاح حصون « خيبر » ، وتجريد العدو من كل أسلحته ، وجمع الغنائم أمر
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٣ ص ٣٣٧ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٣.