رسول الله صلىاللهعليهوآله بأن تجمع الغنائم كلها في مكان واحد ، ثم أمر صلىاللهعليهوآله رجلا بأن ينادي في الناس :
« أدّوا الخيط والمخيط ، فانّ الغلول عار وشنار ونار يوم القيامة » (١).
ولقد شدّد قادة الاسلام وائمته الحقيقيون على أهميّة الامانة تشديدا بالغا حتى أنهم اعتبروا ردّ الامانة ـ مهما صغرت ودقت ـ من علائم الايمان ، والخيانة وعدم ردّها من علائم النفاق.
من هنا عند ما عثر رسول الله صلىاللهعليهوآله في رحل مسلم من المقاتلين شيئا من أموال الغنيمة لم يردّها إلى بيت المال لم يصلّ على جنازة ذلك الرجل عند ما استشهد ، وإليك تفصيل هذه الحادثة.
لما انصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه من خيبر ومع رسول الله صلىاللهعليهوآله غلام له ، يقوم له بشئونه ، وفيما كان ذلك يضع رحل النبي صلىاللهعليهوآله إذ أتاه سهم لا يعلم راميه فأصابه فقتله ، فقال المسلمون : هنيئا له الجنة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« والّذي نفس محمّد بيده إنّ شملته (٢) الآن لتحترق عليه في النار ، كان قد غلّها من فيء المسلمين يوم خيبر »!!
فسمع رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله هذا الكلام فأتاه وقال : يا رسول الله ، أصبت شراكين لنعلين لي فقال صلىاللهعليهوآله « يقدّ لك مثلهما في النار » (٣).
وهذه القصة تفضح أيضا دسائس بعض المستشرقين ، لأنهم كانوا يصفون حروب الاسلام ومعاركه العادلة بأنها كانت من أجل الاغارة على أموال الناس
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج باب جهاد النفس الحديث ٤ ، المغازي : ج ٢ ص ٦٨١.
(٢) الشملة كساء غليظ يلتحف به.
(٣) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٩ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٢٣ و ٣٢٤.