من هؤلاء الاخابث.
فلما عرف رسول الله صلىاللهعليهوآله بسبب ذلك قال : لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا فلما دنا رسول الله صلىاللهعليهوآله من حصونهم قال لهم :
« هل أخزاكم الله وأنزل عليكم نقمته »؟
وقد كانت ردة فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله الشديدة غير متوقعة لليهود ، ومن هنا قالوا : يا أبا القاسم ما كنت جهولا .. وهم يريدون بذلك إطفاء مشاعره الملتهبة ضدّهم (١).
فأثارت كلمتهم هذه عاطفة رسول الله صلىاللهعليهوآله بحيث رجع من غير اختيار ، وسقط رداؤه من كتفه.
تشاور يهود بنو قريظة وهم معتصمون بحصونهم في الموقف ، وقد شارك فيه « حيي بن أخطب » مثير معركة الأحزاب ، فانه لم يذهب إلى خيبر بعد أن وضعت الحرب ـ في معركة الاحزاب ـ أوزارها وولى العرب المشركون بل دخل في حصون بني قريظة.
هذا وقد طرح زعيم بني قريظة ثلاثة اقتراحات وطلب من الجميع أن يتفقوا على واحدة منها لمعالجة الموقف :
١ ـ أن يؤمنوا برسول الله ، ويصدّقونه لأنه قد تبيّن لهم أنه نبي مرسل ، وأنه الّذي يجدونه في كتابهم ، وبذلك يأمنون على دمائهم وأموالهم ونسائهم وأبنائهم.
٢ ـ أن يقتلوا أبناءهم ونساءهم ثم يخرجوا إلى محمّد وأصحابه يقاتلونهم ، فإذا هلكوا ، هلكوا ولم يتركوا وراءهم نسلا يخشى عليه ، وإن انتصروا تزوجوا
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٣٤ ، تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٤٥ و ٢٤٦.