أمر معاوية سعد بن أبي وقاص يوما فقال : ما منعك ان تسبّ أبا التراب؟
فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول الله صلىاللهعليهوآله فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم.
ثم أخذ سعد في عدّ تلك المناقب فقال :
١ ـ سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول له خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان؟
فقال له رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم.
« أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبوة بعدي » (١).
٢ ـ وسمعته يقول يوم خيبر :
لاعطين الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي عليا. فاتي به أرمد فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه (٢).
٣ ـ ولما نزلت هذه الآية « فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل ... » دعا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال :
« اللهم هؤلاء أهل بيتي » (٣) (٤).
فتحت حصون « خيبر » ، واستسلم اليهود للمسلمين بشروط خاصة ، ولكن يجب أن نرى ما هي العوامل التي ادت إلى هذا الانتصار ، فهذا هو في الحقيقة
__________________
(١) وهي اشارة إلى واقعة تبوك.
(٢) وهي اشارة إلى واقعة خيبر.
(٣) وهي اشارة إلى قصة مباهلة النبي نصارى نجران.
(٤) صحيح مسلم : ج ٧ ص ١٢٠.