لعمرك إني يوم أحمل راية |
|
لتغلب خيل اللات خيل محمّد |
فكالمدلج الحيران أظلم ليله |
|
فهذا أواني حين اهدى فأهتدي (١) |
ويكتب « ابن هشام » في سيرته قائلا : قال أبو سفيان ومعه ابنه ، لما أعرض رسول الله صلىاللهعليهوآله عنه وأبى أن يأذن له : والله ليقبلنّي ، أو لأخذت بيد ابني هذا فلأذهبنّ في الارض حتى أهلك عطشا وجوعا وأنت أحلم الناس مع رحمي بك » (٢).
وقد سبق أن قالت أمّ سلمة لرسول الله صلىاللهعليهوآله قد كلّمته في أبي سفيان : بأبي أنت وامّي يا رسول الله ألم تقل : أنّ الاسلام يجبّ ما كان قبله؟ فرقّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لهما ، وأذن لهما ، فدخلا ، وقبل اسلامهما (٣).
تقع « مرّ الظهران » على بعد عدة كيلومترات من مكة المكرمة ، وقد قاد رسول الله صلىاللهعليهوآله جيشه العظيم ( وقوامه عشرة آلاف ) حتى مشارف مكة بمهارة بالغة.
ومع أنّ عيون قريش وجواسيسها كانت تتجسّس الأخبار وكان هناك من يعمل لصالح قريش ، ولكنّهم مع ذلك لم يستطيعوا أن يعرفوا شيئا عن نوايا رسول الله صلىاللهعليهوآله وهدفه.
ولما وصل رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى مشارف مكّة عمد ـ لإرعاب أهل مكة حتى يتركوا مقاومة المسلمين عند دخول مكة وفتحها ، ويتسنّى لهم تحطيم صرح الوثنية من دون إراقة الدماء ـ إلى إصدار أمر لجنوده باشعال النيران
__________________
(١) الاصابة : ج ٤ ص ٩٠ ، واسد الغابة : ج ٥ ص ٢١٣ و ٢١٤.
(٢) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٤٠٢.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١١٤ و ١١٥.