فقال باذان : والله ما هذا بكلام ملك وإني لأرى الرجل نبيا كما يقول ، ولننظر ما قد قال ، فلئن كان ما قد قال حقا فانه لا ريب نبي مرسل ، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا.
فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه : أما بعد فاني قد قتلت كسرى ولم اقتله الاّ غضبا لفارس ، لما كان استحل من قتل أشرافهم ، فاذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك ، وانظر الرجل الذي كان كسرى كتب إليك فيه فلا تهجه حتى يأتيك أمري فيه.
وقد تسبّب كتاب « شيرويه » هذا في أن يعتنق « باذان » الاسلام هو وجميع رجال دولته وكانوا من الفرس ، وكتب إلى رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله يخبره بإسلامه واسلام أعضاء حكومته (١).
تعتبر « مصر » مهد الحضارات والمدنيات العريقة ، ومركز سلطان الفراعنة ، وموضع سيادة الاقباط.
ويوم أشرقت شمس الاسلام على أرض الحجاز كانت « مصر » قد فقدت استقلالها ، وقوتها ، وكان المقوقس قد فوض إليه حكم « مصر » من قبل قيصر الروم لقاء ١٩ مليون دينار يدفعها الى قيصر.
وكان « حاطب بن أبي بلتعة » ـ وكان فارسا بارعا وله قصة في تاريخ الاسلام سيأتي ذكرها في حوادث السنة الثامنة ـ احد الستة الذين كلّفوا بابلاغ كتب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الملوك والرؤساء يومذاك وقد أمره رسول الله صلىاللهعليهوآله بايصال كتابه إلى المقوقس حاكم « مصر ».
وإليك نص كتاب رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المقوقس :
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٩١.