وآله ويخوّفهم من الخروج إلى أبي سفيان إلاّ أن كلامه لم يترك أي أثر في نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فخرج صلىاللهعليهوآله في ألف وخمسمائة مقاتل من أصحابه ، وقد خرجوا ببضائع لهم ، وتجارات حتى انتهوا الى « بدر » وقام السوق السنوي هناك فباعوا واشتروا في موسم بدر وربحوا كثيرا ثم تفرّق الناس ، ولكن النبيّ وأصحابه بقوا هناك ثمانية أيام ينتظرون أبا سفيان وجيشه.
وقد كان هذا الاجراء اجراء عسكريا حكيما ورائعا إذ أظهر قوة النبيّ وعزيمته وقوة أصحابه وعزيمتهم ، ولهذا كان له أثر قوي في نفوس الاعداء.
فلما بلغت أنباء خروج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه الى بدر ، لم ير حكّام مكة المشركون بدّا من الخروج إلى بدر حفاظا على ماء الوجه ، فخرج أبو سفيان والمشركون بتجهيزات كافية إلى مرّ الظهران ، ولكنهم عادوا من منتصف الطريق إلى مكة بحجة الغلاء والقحط ، فاعترض صفوان بن اميّة على أبي سفيان وقال : قد والله نهيتك يومئذ أن تعد القوم ، وقد اجترءوا علينا ، ورأوا انا
قد أخلفناهم ، وانما خلفنا الضعف عنهم (١).
وفي الثالث من شهر شعبان من هذه السنة ( الرابعة من الهجرة ) ولد السبط الثاني لرسول الله صلىاللهعليهوآله الامام الحسين بن عليّ (٢) ، كما توفيت « فاطمة بنت أسد » والدة الإمام علي عليهالسلام (٣).
وفي هذا العام بالذات أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله زيد بن حارثة أن يتعلم السريانية من اليهود (٤).
__________________
(١) المغازي : ج ١ ص ٣٨٤ ـ ٣٩٠ ، وقد وقعت هذه الحادثة في الشهر الخامس والاربعين بعد الهجرة.
وتسمى هذه الغزوة « بدر الموعد ».
(٢) و (٣) تاريخ الخميس : ج ١ ص ٤٦٧.
(٤) إمتاع الاسماع : ص ١٨٧ ، تاريخ الخميس : ج ١ ص ٤٦٤.