القتال والحرب (١).
وبينما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذه الحال اذ طلع عليهم « عثمان بن عفان » ، وكان ذلك بنفسه طليعة سلام كان يريده رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فأخبر عثمان رسول الله صلىاللهعليهوآله أن الذي يمنع قريشا من السماح لرسول الله صلىاللهعليهوآله بدخول مكة هو اليمين التي الزموا بها انفسهم أن لا يدعوه يدخل مكة هذا العام وانهم سيبعثون إليه من يتفاوض معه بهذا الشأن.
بعثت قريش ـ في المرة الخامسة ـ « سهيل بن عمرو » الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد كلّفته بانهاء المشكلة ضمن شروط خاصّة سنقرؤها في ما يأتي.
فأقبل « سهيل بن عمرو » على رسول الله صلىاللهعليهوآله ولما رآه النبي صلىاللهعليهوآله قال : قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.
فلما انتهى « سهيل » إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله تكلّم في المسألة كما يتكلّم أي دبلوماسيّ بارع ، فقال وهو يحاول إثارة عواطف النبي صلىاللهعليهوآله وأحاسيسه :
يا أبا القاسم إن مكة حرمنا وعزّنا ، وقد تسامعت العرب بك إنك قد غزوتنا ومتى ما تدخل علينا مكة عنوة تطمع فينا فنتخطّف ، وإنا لنذكّرك الحرم ، فان مكة بيضتك التي تفلّقت عن رأسك.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : « فما تريد »؟
__________________
(١) ولقد كان لهذه البيعة في نفسها أثرا سياسيا مهما في نفس العدو ، يقول الواقدي : فلما رأت عيون قريش سرعة الناس إلى البيعة وتشميرهم إلى الحرب اشتدّ رعبهم وخوفهم وأسرعوا إلى القضية ( ج ٢ ص ٦٠٤ ). وراجع امتاع الاسماع : ج ١ ص ٢٩١ أيضا.