أراه إلاّ لحضور أجلي » (١).
انّ الذين ينظرون إلى الكون من المنظار المادي البحت ويحصرون كل الوجود في أطار المادة وآثارها ، فالوجود عندهم يساوق المادة قد يتردّدون في قبول هذا الأمر ، ويقولون : كيف يمكن مخاطبة الأرواح؟ وكيف يمكن الاتّصال بهم؟
كيف يمكن أن يعرف المرء بموته وأجله؟
ولكن الذين كسروا جدار المادية هذا واعتقدوا بوجود الروح المجردة عن البدن المادي العنصري لا ينكرون مسألة الارتباط والاتصال بالارواح (٢) ، ويعتبرونه امرا ممكنا وواقعيا.
ثم ان النبي الذي يتحلى بالعصمة في مجال ارتباطه بعالم الوحي والعوالم المجرّدة من المادة ، يمكنه ـ على وجه القطع واليقين ـ أن يخبر عن حلول أجله بأمر الله واذنه وإخباره إياه.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٤٦٦ و ٤٧٢ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٠٤.
(٢) طبعا نحن لا نعترف بكل ما يدعيه ادعياء الاتصال بالارواح فان لذلك طريقه الصحيح ، وأسلوبه المشروع.