حوادث السنة الحادية عشرة من الهجرة
|
٦٤ الكتاب الذي لم يكتب |
تعدّ الايام الاخيرة من حياة رسول الاسلام صلىاللهعليهوآله من اكثر حقول التاريخ الاسلامي أهميّة وحساسية ودقة.
لقد مرّ الاسلام والمسلمون في تلك الايام بساعات مؤلمة ، وحرجة.
إن مخالفة بعض الصحابة الصريحة لاوامر النبي صلىاللهعليهوآله وتخلّفهم عن جيش اسامة كل ذلك كان يكشف عن نشاطات سرية تنبئ عن عزمهم المؤكّد على الاستيلاء على زمام الحكومة والإمارة والقيادة السياسية في المجتمع الاسلامي بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآله وإزاحة الخليفة الذي نصبه رسول الله صلىاللهعليهوآله في الغدير للإمارة عن مسند الحكم.
ولقد كان النبي صلىاللهعليهوآله نفسه عارفا بنواياهم على نحو الاجمال ولهذا كان يصرّ على خروج جميع أعيان الصحابة في جيش اسامة ومغادرة المدينة فورا لمقاتلة الروم ، لكي يعطل بذلك خطتهم.
ولكن دهاة السياسة اعتذروا عن الخروج مع اسامة بحجج ومعاذير معينة ، لكي يستطيعوا من تنفيذ خططهم بل وعرقلوا مسير الجيش المذكور حتى توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله .
فعادوا إلى المدينة ـ بعد توقّف دام ١٦ يوما ـ على أثر تدهور صحة النبي واحتضاره ، فلم يتحقق ما كان يريده رسول الله صلىاللهعليهوآله من تفريغ المدينة منهم ، فلا يكون أحد منهم فيها يوم وفاته ليستطيع خليفته المنصوب للامارة