نعم.
١٠ ـ فكيف كان قتالكم ايّاه؟
الحرب بيننا وبينه سجال ، ينال منّا ، وننال منه.
١١ ـ فما ذا يأمركم؟
اعبدوا الله وحده ، ولا تشركوا به شيئا ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة ، ويأمرنا بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة.
فقال قيصر للترجمان قل لأبي سفيان ومن معه : إن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدميّ هاتين فهذه صفة نبيّ ، وقد كنت اعلم أنه خارج لم اكن أظنّه منكم ، فلو أنّي أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاه ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه!!
فاعترض ابن أخي قيصر على كتاب رسول الله وقال لعمه : قد ابتدأ بنفسه وسمّاك صاحب الروم.
فقال قيصر : والله انك لضعيف الرأي. أترى أرمي بكتاب رجل يأتيه الناموس الاكبر ، وهو أحق أن يبدأ بنفسه ، ولقد صدق أنا صاحب الروم ، والله مالكي ، مالكه.
قال أبو سفيان : فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الاصوات عنده ، وكثر اللغط ، فأمر بنا فاخرجنا قال : قلت لأصحابي حين خرجنا : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ، أنه ليخافه ملك بني الأصفر.
وروى أيضا أن أبا سفيان قال : لما سألني قيصر عن رسول الله جعلت ازهّد له شأنه ، واصغّر له أمره واقول له : أيها الملك ، ما يهمّك من أمره ، إن شأنه دون ما يبلغك ، وجعل قيصر لا يلتفت إلى ذلك ، ثم قال : أنبئني عما أسألك من شأنه (١).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٣٨٤ ـ ٣٨٦ ، تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٢٩٠ و ٢٩١.