والأقسام في القرآن الكريم وقال ساخرا : وما ذا يعني القسم بالخيول الضابحة ، العادية ، والشرارات المنقدحة من حوافرها؟!
ولقد غاب عن هذا الملحد أن القسم بخيول الغزاة المجاهدين أو القسم بالشرارات المنقدحة من حوافرها بسبب احتكاكها بالصخور في أرض المعركة إنما إشعار بأهمية الجهاد ضدّ الظالمين أعداء البشرية.
إنّ مثل هؤلاء الجنود البواسل ليسوا وحدهم الذين يحظون ـ في نظر الاسلام ـ بمنزلة رفيعة ومكانة عالية ، بل خيولهم التي تحملهم في هذا الجهاد المقدّس ، وكذا الشرارات التي تنقدح من حوافرها تحظى بالقداسة والأهمية أيضا.
وأية قيمة ـ ترى ـ أعلى من محاربة الظالمين الجائرين ، وانقاذ البشرية من براثن ظلمهم وجورهم ، ومن حيفهم وعسفهم؟؟
إنّ مثل هؤلاء وما يمكّنهم من أهدافهم من الأدوات ، والوسائل مقدّسون جميعا ، لأنهم يحررون ـ بجهادهم ـ الانسان من قيود الطغاة ، الظالمين ، ويمهّدون لحاكمية الله في الأرض ، واى هدف أعلى واعظم قدسية من هذا الهدف؟
ولقد دعا القرآن الكريم المؤمنين ـ من خلال تقديس خيول المجاهدين وضبحهم وعدوهم وشرارات حوافرهم ـ إلى العناية بالجهاد دائما ، وإلى تجميع قواهم ، والاستعداد لكسر القيود التي ترزح على أيدي البشرية وأرجلها وعقولها ، والى تحطيم القلاع التي ضربها الطغاة على الشعوب المغلوب على أمرها.
أجل ؛ إن فرق التحرير والجهاد الاسلامية لا تستحق وحدها التقديس والاكبار بل تستحق خيولها ومراكبها ، وشرارات حوافرها التقديس كذلك.
ولقد استبدلت تلك الخيول هذا اليوم بالدبّابات والطائرات فهي مقدسة أيضا ، كما كانت خيول الغزاة والمجاهدين في عصر الرسالة ، كما وأن أزير محركاتها ، هو الآخر يحظى بالتقديس كما كانت أنفاس الخيول تحظى بالتقديس في عصر الرسالة لأنها تحقق ذات الهدف ، ونفس الغاية المقدسة وهي : تحرير الانسان من براثن الظلم والطغيان.