في ثلاثة امور اساسية هي :
١ ـ أنه عليهالسلام أخفى مسيره ووجهته على العدوّ ، فلم يشعر العدوّ بوجهته ومقصده ، لأنّه غيّر مسيره حتى لا يعرف العدو به بواسطة الأعراب من سكان البادية.
٢ ـ أنه عليهالسلام اتّبع مبدءا هامّا من مبادئ العمل العسكري ، واستخدم تكتيكا مهمّا من التكتيكات الحربية وهو : مبدأ الكتمان والتستّر ، فقد كان عليهالسلام يسير بأفراده ليلا ، ويكمن نهارا ، يستريح خلاله.
وهكذا حتى دنا من ارض العدوّ ، وقبل أن يصل فم الوادي أمر جنوده بالنزول والاستراحة لاستعادة نشاطهم من جهة ، ولكي لا يحسّ العدو بمجيئهم من جهة اخرى.
ولهذا السبب الأخير نفسه أمر عليهالسلام جنوده بان يكمّوا أفواه خيولهم حتى لا يشعر العدوّ بوجودهم بصهيلها.
وعند الفجر صلّى « عليّ » عليهالسلام بجنوده صلاة الصبح ، ثم صعد بهم الجبل حتى وصل إلى القمة ، ثم انحدر بهم ـ بسرعة فائقة ـ إلى الوادي حيث يسكن « بنو سليم » فاحاطوا بهم وهم نيام ، فلم يستيقظوا إلاّ وقد حاصرهم المسلمون ، فاسروا منهم فريقا ، وفرّ آخرون.
٣ ـ شجاعة « عليّ » عليهالسلام وبسالته النادرة فهو الذي قتل الشجعان الاربعة المعروفين في تلك الموقعة فارعب العدو إرعابا شديدا فقد معه القدرة على المقاومة في وجه عليّ عليهالسلام ففرّ تاركا وراءه شيئا كثيرا من الغنائم (١).
ولقد عاد بطل الاسلام الظافر إلى المدينة بفتح لا سابق له ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في جماعة من أصحابه لاستقباله ، واستقبال من معه من جنود الاسلام.
__________________
(١) تفسير فرات الكوفى : ص ٢٢٢ ـ ٢٢٦ ، مجمع البيان : ج ١٠ ص ٥٣٨.