قال عنه الذهبي : عطاء بن السائب أحد علماء التابعين ، تغيّر بأخرة وساء حفظه.
قال عنه أحمد : من سمع منه قديما فهو صحيح ، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء.
وقال عنه يحيى بن معين : لا يحتج به.
وقال أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى : حديثه ضعيف.
وقال عنه أبو حاتم : محلّه الصدق قبل أن يخلّط.
وقال النسائي : ثقة في حديثه القديم لكنه تغيّر.
وقال ابن عليّة : قدم علينا عطاء بن السائب البصرة ، فكنا نسأله ، فكان يتوهّم ، فنقول له : من؟ فيقول : اشياخنا ميسرة ، وزاذان ، وفلان.
وقال الحميدي ، حدثنا سفيان ، قال : كنت سمعت من عطاء بن السائب قديما ، ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت ، فخلّط فيه ، فاتقيته واعتزلته.
واضاف الذهبي : « ومن مناكير عطاء ... » (١).
أجل هذا هو عطاء في منظار علماء الرجال ، انه سيئ الحفظ ، ضعيف مخلّط له مناكير ، يتوهّم ، تغيّر بأخرة ، وقد ظهرت آثار الوهم وسوء الحفظ والتخليط هذا في روايتيه هاتين. فهو تارة يقول أن عليا عليهالسلام كان مأموما في هذه القصة ( كما في الرواية الاولى ) وتارة يقول كان عليهالسلام إماما للجماعة.
وهذه الرواية من مناكيره ، وأوهامه بلا ريب ، إذ كيف يصح أن ينسب إلى رجل لازم رسول الله صلىاللهعليهوآله الطيّب الطاهر منذ نعومة أظفاره ، شرب الخمر ، والائتمام برجل دونه في الفضل ، أو إمامته للجماعة وتخليطه في قراءة سورة عظيمة من سور القرآن الكريم؟!
ولنستمع معا إلى ما يقوله إمام المتقين علي بن أبي طالب عليهالسلام عن
__________________
(١) ميزان الاعتدال : ج ٣ ص ٧٠ ـ ٧٣.