.................................................................................................
______________________________________________________
ما سمعه من الإمام (عليه السلام) ، ومرة اخرى يروي ابن مسكان نفس الحديث لسليمان ، فلا بدّ من السقط في السند كما في الجواهر ، فلا بد من إعادة ذكر سليمان بن خالد بعد ذكر ابن مسكان ، فتكون الرواية عن سليمان بن خالد بطريقين : أحدهما عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد. ثانيهما الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد ، أو نقول بأن سليمان بن خالد زائد فتكون الرواية عن ابن مسكان كما في كشف اللئام ، فيكون المقام من دوران الأمر بين الزيادة والنقيصة.
هذا كله مع قطع النظر عما يستظهر من الشيخ في الاستبصار من أن الحديث لابن مسكان ، لأنه (قدس سره) روى أوّلاً عن ابن مسكان ثم ذكر خبرين آخرين وقال : فلا تنافي بين هذين الخبرين وبين الخبر الذي قدمناه عن ابن مسكان ، فيعلم من ذلك أن الخبر لابن مسكان لا لسليمان فيكون ذكر سليمان زائداً.
أضف إلى ذلك : أن سليمان بن خالد ليس له رواية عن عبد الله بن مسكان ، وإنما عبد الله بن مسكان يروي عن سليمان بن خالد ، فذكر سليمان بن خالد في السند اشتباه ولعله وقع من النسّاخ.
الرواية الثانية : صحيحة محمد بن مسلم «الصوم الثلاثة الأيام إن صامها فآخرها يوم عرفة وإن لم يقدر على ذلك فليؤخرها حتى يصومها في أهله ولا تصومها في السفر» (١).
والجواب : أمّا عن صحيح محمد بن مسلم فهو بظاهره مقطوع البطلان ، إذ لا شك في تظافر النصوص في جواز الصوم الثلاثة بعد رجوعه من منى إلى مكة وهو مسافر فكيف بصحيح محمد بن مسلم ينهى عن الصوم في السفر ، فلا بدّ من رد علمه إلى أهله.
وأمّا صحيح سليمان بن خالد الذي أمر بالصوم بعد الرجوع إلى أهله فظاهره
__________________
(١) الوسائل ١٤ : ١٨١ / أبواب الذبح ب ٤٦ ح ١٠.