ولو لم يتمكن في اليوم الثامن أيضاً أخّر جميعها إلى ما بعد رجوعه من منى (١)
______________________________________________________
بعد أيام التشريق ، نعم لو صام يوم التروية فقط أو يوم عرفة منفرداً فلا يصلح للإضافة إليه بصيام يوم آخر بعد أيام التشريق. وبالجملة فالمنهي صيام يوم التروية فقط أو صيام يوم عرفة فقط (١).
وما ذكره الشيخ متين جدّاً ، فإنهم قد ذكروا أن حرف (لا) إذا لم يتكرر يدل على أن الممنوع هو المجموع ، وأمّا إذا تكررت فتدل على أن الممنوع كل واحد من الفردين مستقلا ، ومقتضى الإطلاق يدل على الانضمام والاجتماع أيضاً ، فإذا قيل لا تجالس زيداً ولا تجالس عمراً ، معناه لا تجالس زيداً بانفراده ولا تجالس عمراً بانفراده وإطلاقه يقتضي النهي عن اجتماعهما وانضمامهما ، بخلاف ما لو قيل لا تجالس زيداً وعمراً فإنه يدل على المنع عن الانضمام ولا يشمل الانفراد والاستقلال ، فقوله «لا يصوم يوم التروية ولا يوم عرفة» يدل على المنع عن الانفراد ولا يشمل ضم صوم يوم التروية بيوم عرفة.
فتحصل : أنه لو لم يتمكن من الصوم في اليوم السابع صام الثامن والتاسع ويوماً آخر بعد رجوعه من منى ويغتفر الفصل بيوم العيد.
لو فاته صوم يوم التروية
(١) لو فاته صوم يوم التروية فالمشهور والمعروف بينهم أنه يصوم الثلاثة الأيام بعد أيام التشريق ولا يصوم شيئاً منها في أيام التشريق. وعن بعضهم أنه يصوم اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر ويومين بعده ، فيجوز إيقاع يوم واحد من الثلاثة الأيام في أيام التشريق.
ومالَ إلى هذا القول صاحب الجواهر (٢) وقد ذكر (قدس سره) أن الإنصاف مع
__________________
(١) التهذيب ٥ : ٢٣٢ ذيل الحديث ٧٨٣.
(٢) الجواهر ١٩ : ١٧٢ ـ ١٧٦.